كتاب "كاراطي دو كْيُوهُون ( يعني "الأبواب التي تفتح مسار الكارطي") لِمُؤَلِّفه ڭِيشِن فوناكوشي
تقديم الطبعة الثانية
لقد مَرَّت الآن عشرون سنة على نشر الطبعة الأولى من كتاب "كاراطي دو كيوهون " . أتَذكَّر ببعض الثأُثُر إصدار سنة 1922 الكتاب الأول "رْيُوكُو كامپو كاراطي" والكتاب الثاني " رانْطان ڭوشين كاراطي جوتزو" الذي طُبِع عدّة مرات . الشرف الذي حصل لي بقراءته من طرف الإمبراطور و العائلة الإمبراطورية كان منبعا لإمتناني و تواضعي العميق ، ثُمّ بعد أكثر من عشر سنوات في التدريب و التجربة الإضافية ، وبعد أن راجعتُ و نقٌّحْتُ ، لمدّة سنتيْن ، بعض الأجزاء الغير مُكْتمَلة من كتاب "كاراطي جوتْزو" ، أصْدَرْتُ كتاب " كاراطي- دو كيوهون " . الفرحة التي غمرتني عند صدور هذا الكتاب ما تزال كما هي ، كما لو أنها حصلَتْ لي البارحة .
على إثْرالإضطرابات الإجتماعية التي تلَتْ نهاية الحرب العالمية الثانية ، أصبح عالم الكاراطي مُتشَتِّتا كما هو الحال لعدة أشياء أخرى . زيادة على ملاحظة تَدَنّي المستوى التقني خلال تلك المرحلة ، يجب أن أعترف بأنه كانت هناك لحظات كنتُ قد أدْركتُ فيها بحَسْرَة الحالة الذهنية المُشَوَّهَة التي وصل إليها عالم الكاراطي ، مُقارَنة مع ما كان عليه في الفترة التي أتيتُ به لأول مرة و بدأْتُ تعليمَه.
بالرغم من إمكانية الإدّعاء بأن تلك التغييرات ما هي إلا نَتاج طبيعي لإنتشار الكاراطي- دو، ليس من المؤكَّد اعتبار تلك النتيجة بكل سرور عِوَض بكل قلق .
إذَن ، فَبمشاعر مُلْتبِسة من الفرح و التّحَسُّر ، قُمتُ بمراقبة نُمُوّْ الكاراطي و حاولتُ التأثير في مساره إلى الإتجاه الأفضل ، ولا أستطيع إلا بصعوبة تقدير التأثير الذي يُمْكنني أن أمارسه على تطوُّره الجد مُتقَلِّب . على كل حال ، وأنا أقترِب من سِنّ 90 سنة ، ليس من حقّي التخمين في المستقبل . خلال عدّة سنوات وأنا أفكِّر بأنه من الضروري إعادة طبع هذا الكِتاب ، وفي الآونة الأخيرة ، في محاولتي للعثور على نسخة من الطّبْعة الأولى عند بائعي الكُتُب في مُقاطعة كانْدا بِطوكْيُو ، تفاجئْتٌ بنُذْرَته و غلاء ثَمَنه. زيادة على ذلك ، قد طلب منّي كثير من طَلَبَتي طَبْعة ثانية ، و أنا الآن مُتيَقِّن بأن مثل هذا الكِتاب ستكون له ، بَعْدُ ،فائدةً لِمَن يبحث عنه .
عند تناولي كتابة المُؤَلَّف الجديد، وخِلافا لمشاعري السابقة ، كنتُ مُنْبَهِرا بعُمْق الكاراطي-دو إلى درجة أنه في بعض الأحيان أنا بنفسي تردَّدْت ، وفي ما بعد تباطَأَتْ الكتابة خلال السنوات الثلاث الأخيرة . مع ذلك ، أدْركْتُ أنه إذا لم يتِمّ من الآن إبراز هذه الجوانب بوضوح ، فلن تستطيع التطوُّر في المستقبل ، وعلى وعيٍ كاملٍ بذلك وبأكبر تواضع ، أقوم بتوفير هذه الطبعة الثانية.
إلى تلامِذَتي وإلى كل مَن يكرِّسون وقتهم للكاراطي ، أودّ أن أعبّر عن أُمْنِيتي أن يتفهَّموا أعزَّ رغبَة لدَيّ وأن يُتْمِمُوا بأنفُسهم هذا العمل ، وبذلك قد يتحقَّق هدفه .
ڭِيشِينْ فُونَاكُوشي
طُكْيُو ، في 13 أكتوبر 1956
تَرْجَمْتُه عن كتاب "كاراطي – دو كيوهون" ، الصفحتين 8 و9 .