ترجمة نص :
التنفيذ المثالي للكاطا و مقاصده الفلسفية
" الكاطا هي روح الكاراطي" . هذه المقولة متداولة في أوكيناوا ، مهد الكاراطي .
مع الأسف ، كثير من الناس لا يستوعبون ذلك . إنهم يستعملون الكاطا كمجرد تمارين بدني . هذا جيد ، لكنه محزن ، لأنه يوجد الكثير في الكاطا .
في نظري ، لا شيئ من غير الكاطا يسدًّ الفجوة بين الحماية الذاتية و الكمال الذاتي .
الكاطا هي وسيلة لا تصدَّق لتطويركم بصفتكم كائن بشري ، على شرط أن تعرفوا كيف تستعملونها بكيفية ناجعة .
دعوني أشرح لكم ذلك :
قبل كل شيئ ، يجب أن تعرفوا أن لدينا ، كإنسان ، واقِعَيْن :
- واقع داخلي
- واقع خارجي
واقعنا الداخلي يتكون من أفكارنا و انتظاراتنا و أحاسيسنا . إنها الأشياء التي توجد بداخل رأسنا .
واقعنا الخارجي يتكون من أحداث خارجية مثل الأحداث و الأنشطة و الناس و الأشياء ، و هذه المعطيات هي جوهر ما يدور بحولنا .
فمِن النادر جدّا أن يتطابق الواقع الداخلي مع الواقع الخارجي .
مثلا :
- تنتظرون أن يكون اليوم مشمسا ، لكن يهطل المطر
- تتمنون زيادة في الأجرة ، لكن لا تنالوها
- تعتقدون أن شخصا ما يحبكم ، لكنه لا يتصل بكم
واللائحة طويلة .
إن عالَمنا الداخلي/ الخارجي في صراع مصغَّر على الدوام
يسمّي العلماء ب"التنافر المعرفي " هذه الظاهرة التي لا تتطابق فيها تطلعاتنا مع الواقع .
إن التعاطي مع هذا التنافر هو الذي يحدد نوعية الشخصية عند الفرد
وكما تعلمون ، إن الهدف من الكاراطي هو كمال الطّبْع .
إذن ربما هناك في الكاراطي وسيلة للتناسق بين واقعنا الداخلي وواقعنا الخارجي ؟ نعم ! الجواب يوجد في روح الكاراطي ! وروح الكاراطي هو الكاطا !
سأطلب منكم شيئا :
تخيلوا أنكم تنفذون كاطا بداخل ذهنكم . لا يهم نوع الكاطا ، ألأهم هو أن تتخيلوا أنفسكم تقومون بتنفيذ الكاطا كاملة وبطريقة مثالية . قوموا بذلك الآن ، في هذه اللحظة !
هل انتهيتم ؟
حسنا . المرحلة الثانية هو أن تقوموا بتنفيذ الكاطا واقعيا و جسديا ألآن ! أريد منكم أن تنفّذوها كما تخيلتم ذلك في المرحلة الأولى بداخل ذهنكم . هيا بنا ، قوموا بتنفيذ الكاطا جسديا !
جوابكم بعد ذلك سيكون : ولكن يا أستاذ ، لا يمكن أن ننفذ الكاطا جسديا بطريقة مثالية ! هذا مستحيل !
صحيح ! الكاطا لن تكون أبدا مثالية على أرض الواقع كما هي مثالية في ذهنكم !
إذن ماذا تنتظرون من تحقيق أشياء أخرى بنفس الطريقة ؟ الحيات ليست مثالية يا أصدقائي ، ولن تكون كذالك . وتنفيذ الكاطا بهذه الطريقة يساعدكم على مواجهة هذا الأمر !
كما تروْن ، نحن نخلق في ذهننا تطلعات و تخمينات غير واقعية ، و نتمنى واقعا خارجيا مناسبا لواقعنا الداخلي ولكن لا يكون مناسبا له إلا نادرا .
هذا هو السبب الذي يجعلنا نحكم على الآخرين حسب ردود فعلهم و نحكم على أنفسنا حسب نوايانا ! تدبّروا هذا الأمر جيّدا !
الكاطا يمكنها أن تسدّ الفجوة بين عالمكم الداخلي و عالمكم الخارجي . إنها يمكنها أن تساعدكم في مواجهة الواقع . كيف ذلك ؟ إنكم بتخيُّل الكاطا المثالية و مثابرتكم على تحقيق هذا الهدف ، فإنكم تقومون تدريجيا باصطفاف تطلّعاتكم مع الواقع و التوفيق بين تطلعاتكم و أعمالكم الميدانية.
هذه هي الكيفية التي تمرّ منها الكاطا من تمرين بدني بسيط إلى تمرين فلسفي عميق ! فكلما قمتم بتنفيذ الكاطا ، كلما أصبحتم في أحسن حال .
ربما ستقومون يوما ما بتنفيذ الكاطا بطريقة مثالية بالفعل ! أنا أشك في ذلك ، لأنه لا يوجد تنفيذ الكاطا بطريقة مثالية كما لا توجد حيات مثالية !
الغريب في الأمر أنه عندما ستفهمون هذا الأمر ، فسيكون ذلك اليوم هو اليوم الذي ستقومون فيه بالفعل بتنفيذ الكاطا المثالية. إلا أن ذلك سوف لا يعني لكم شيئا و لن يكون ذلك أمر مهمّ في أعينكم ، لأن المثالية سوف لن تصبح هدفكم بل ستصبح هذه المغامرة ، هذا السّفر البعيد داخل الذات ، هو الوِجْهة ، ويصبح الهدف هو الطريق ، والطريق هو الهدف .
ترجَمْتُه عن :
Jesse Enkamp
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عبد القادر اجبيرة