ترجمة نص :
مقابلة خاصة مع ريكا أوزامي ، ملكة الكاطا . حاورها الأستاذ جيس آنكامب .تصوّروا 12000من المتفرجين يصفّقون واقفين لمدة 5 دقائق على شخص ما !
تصوروا أن هذا الشخص هو طفلة يابانية تنفذ كاطا و سط حلبة ضخمة ! إنها ريكا أوزامي خلال بطولة العالم للكاطا بباريز سنة 2012
ريكا أوزامي هي حالة فريدة من نوعها في التنفيذ التقني للكاطا و ألقابها تضم ميداليات ذهبية في لقاءات متعددة مثل البوطولات الوطنية اليابانية و بطولات آسيا و بطولات العالم و البطولات المفتوحة لإسطنبول و جاكارطا و برلين و باريز و سالسبورك و غيرها من البطولات الدولية .
- سؤال : أستاذة أوزامي ، لنبدئ من الأول : متى و أين و كيف بدأتِ ممارسة الكاراطي ؟
- جواب : بدأت الكاراطي في سن العاشرة بانضمامي إلى نادي لأسلوب الڭوجو ريو بقرب منزل عائلتي بطوكيو . السبب هو أنني رأيت شابة بطلة في التلفزة ، مما دفع فضولي للتعرّف أكثر على الفنون الحربية . في ذلك الوقت ، كان أخي الأكبر قد بدأ في الممارسة ، وكان يسمح لي بارتداء بذلته في المنزل ، وقد ساعدني أخي في البداية.
- سؤال : في أي سنّ بدأتِ التّباري في الكاطا ؟
- جواب : شاركتُ في أول دوري عندما حصلتُ على الحزام الأخضر. كنتُ في المدرسة الإبتدائية و كان عمري 12 سنة. لقد كان دوري صغير ، يهم أطفال نوادي المدن المجاورة ، ولم أشارك في دوريات أكبر إلا ابتداء من سن 15 سنة .
- سؤال : كم مرّ من الوقت قبل بدئ فوزك في غالبية الدوريات ؟
- جواب : كان سني 17 سنة عندما فزتُ بدوري كبير لأول مرة ، و كان يتعلق بالبطولة الوطنية للتعليم الثانوي. إذن ، تطلّب مني الأمر 7 سنوات لكي أفوز بأول دوري !
- سؤال : وقد فزتِ بعد ذلك بعدة ألقاب أخرى ! كيف تشرحين سرّ نجاحك في البطولات بصف عامة ؟
- جواب : ربما لأنني أحب الكاراطي أكثر من كل شيئ آخر . ثُمّ إنني أتلقى الدعم من أناس حولي، ربما هذه هي الأسباب .
- سؤال : عند الكلام عن أناس حولك ، هل يمكنك أن تتكلمي لنا عن أستاذك ؟ ما هو الشيء الذي يجعله أستاذ من نوع خاص ؟
- جواب : تقصد الأستاذ إينوي ؟ قبل كل شيئ ، فهو لا يعلمني فقط الجوانب الجسدية للكاراطي ، بل كذلك يساعدني على تحسين قدراتي الذهنية . إنه الجانب الروحي . الشيء الأساسي الذي يميز الأستاذ إينوي عن المدربين الآخرين هو أنه يقضي معي أكثر من الوقت الفردي لكي يتيقّن من أنني أفهم كل تقنية بوضوح ، كما أننا نتدرّب معا بمفردينا لساعات طوال .
- سؤال : واضح أن هذا الأمر قد نجح ! قبل فوزك ببطولة العالم للفتيات بباريز، كيف كان برنامجكِ الإستعدادي ؟ أظن أنه كان حافلا !
- جواب : نعم . لكي أستعدّ لبطولة العالم ، إلتحقتُ بمدينة طوطوري حيت يوجد نادي الأستاذ إينوي ، من أجل تكوين جدّ مكثّف . كان هناك عدّة طلبة من دول أخرى من أجل الإستعداد لبطولة العالم ، ومنهم مثلا أنطونيو دياز. مع هؤلاء الأبطال ، كنا نتدرّب أكثر من عشر ساعات في اليوم. وفي بعض الأحيان ، كنت أتضرب لوحدي مع الأستاذ ساعات أخرى إضافية ، بعد التدريب الجماعي .
التدريب على القوة هو نقطة الإنطلاق في تقنياتي. ذلك أمر مهم و ضروري أن تقوم به . لكي تكون أي تقنية متّزنة بصفة صحيحة ، تبقى القوة الجسدية الأساسية أمر أساسي . لذلك فإنني أقوم بالتدريب بقوّة ، وفي ذهني الفلسفة التالية : لا يمكن الوصول إلى تقنية بارعة في الكاطا دون أن يكون لها أساس متين من القوة، هذا هو نظري .
- سؤال : ومن يشك في ذلك ، فأنتِ له الحجة الحية ! و ماذا عن الكوميطي ؟ هل تمارسينه ؟ كثير من منافسيك في الكاطا يترددون في ممارسته . إشرحي لنا تصورك حول العلاقة بين الكاطا و الكوميطي .
- جواب : بعد أن بدأت بالفعل في المشاركة في بطولات الكاطا ، بدأتُ كذلك في التكوين في الكوميطي من أجل استكمال تكويني الأساسي في الكيهون . الفرق الرئيسي في العلاقة بين الكاطا و الكوميطي أنه يوجد دائما خصم أمامك في الكوميطي أما في الكاطا فإنك تنفذ لوحدك . لكن يجب كذلك أن تتصور أنّ خصما يوجد أمامك عند تنفيذ الكاطا ! لذلك ، فإن الكوميطي ساعدني حقيقة في ضبط الكاطا من هذا المنظور .
- سؤال : هذه لمحة جدّ مفيدة ! الآن ، إسمحي لي أن أضع عليك سؤال حسّاس شيئا ما : ماهو رأيك في الفرق بين ما يسمّى "الكاراطي التقليدي" (كفنّ حربي) و "الكاراطي المعاصر" ( كرياضة) ؟
جواب : أممممم....ما هو صعب....[قهقهات] [سكوت طويل] . في الواقع ، نظري هو ألا يجب اعتبارهما ميدانين منفصلين . عوض ذلك ، يجب البحث عن المناطق الحيوية التي يتقاسمها المقاربتين و بعد ذلك ،التركيز عليها . أظن أن هذا أمر مهم . إن المناحي الأكثر غنا للكراطي الرياضي و الكاراطي التقليدي هي التي تتداخل بينهما.
- سؤال : هذا تصور مهمّ بالفعل ، لكنه يصعب إدراكه من طرف الناس . على ذكر الأشياء المهمة أو الحيوية ، إذا كان من الضروري اختيار ثلاثة صفات مميّزة لكي يصبح الإنسان جيّدا بالفعل في الكاراطي ، فمن تكون ربّما هذه الصفات في نظرك ؟
- جواب : الأولى هي التّهييئ البدني الأساسي . الثانية هي قوة الكاراطي مع التّكيّف la force de karaté / conditionnement
الثالثة يجب أن تكون هي التقنية. الرابعة ...عفوا لقد طلبتم ثلاثة. هذا ما لدي . إنتظر لحظة ! لدي جواب أحسن : الجسم ، الذهن ، التقنية.
- سؤال : تقصدين " شين – جي – طاي " (الذهن – التقنية – الجسد ) ؟
- جواب : نعم ، تماما : شين – جي – طاي !
- سؤال : نعم ، ذلك ما كنتُ سأقوله تقريبا . لو عكسنا الموضوع ، ما هي أكبر الأخطاء الثلاث التي ترينَ أن الناس يقترفونها خلال ممارسة الكاراطي ؟
- جواب : لا يمكنني التحدّث محل الآخرين، وجوابي إذن يخصني، هل أنتَ متّفق ؟ الخطأ الأول هو أن تنهزم ضدّ نفسك . ثانيا ، لا تستطيع الإنصات جيدا لأستاذك... [ قهقهات]. ثالثا ، إنك محتاج فقط للإستمرار في الممارسة و عدم الإنقطاع مبكّرا .
- سؤال : % 99 من هذه الأخطاء ترتبط بالذهن ! في هذا السياق ، ما هي الوضعية الذهنية التي ترونها فعلا ضرورية لأي شخص لتنفيذ كاطا من مستوى عالمي ؟ و كيف التدريب لتعزيز هذه الوضعية الذهنية ؟
- جواب : الجواب سهل . لكي تستطيع أن تعطي أحسن ما عندك خلال بطولة ما ، فمن المهم أن تتصرّف بطريقة عادية أكثر ما استطعت . ومن أجل ذلك يجب أن تكون ذهنيا مُرَكَّزا جدّا خلال التدريب العادي .
- سؤال : فعلا ، هذا جدّ مهم . تدَرَّبْ كأنك في بطولة ، وكن في البطولة كأنك تتدرّب. الآن سنتكلم عن فوزك في البطولة العالمية ال21 في باريز . لقد قام بالتصفيق عليك أكثر من 12 ألف متفرّج و هم واقفين ، وذلك قبل أن تُنهي الكاطا. هذا شيئ لا يُصدّق . تكلّمي لنا عن ذلك .
- جواب : نعم ، كان فوزي بالبطولة العالمية هو أجمل لحظة في مجموع مساري. عندما رأيتُ أن الناس من حولي كانوا أسعد مني بفوزي ، كنتُ منهارة كليا .
- سؤال : أنا أتذكر أستاذك وهو يبكي من الفرح بعد هذه النهاية الخرافية . رغم ذلك لا ينتابك الشوق لتكرارها . إشرحي لنا سبب قرارك الأخير للتخلّي عن التباري في الكاراطي . ما هي مشاريعك المستقبلية ؟
- جواب : قبل فوزي باللقب العالمي ، جائني عرض للتدريب في جامعة كوكوشينكان . بعد تحقيقي لذلك الهدف الأساسي ، أحسستُ أنه حان الوقت لكي أنسحب بصفتي متبارية و المرور إلى الهدف الموالي و هو أن أصبح مدرِّبة لنادي الكاراطي بجامعة كوكوشينكان.
أنا الآن أتابع دراستي بكل حزم . كثير من الناس حولي لهم آراء مختلفة حول ما يجب أن أقوم به أو لا أقوم به في حياتي الرياضية . أنا أريد أن أتابع دراستي و في نفس الوقت أريد أن أتقاسم تجربتي بصفتي أستاذة للكاراطي ، وذلك من أجل مساعدة الجيل الجديد .
- سؤال : هذا شيء مستحسن ، رغم أن كثيرا من الناس سيُحرَمون من مشاهدة مؤهلاتك في الكاطا . في الأخير ، ماهي رسالتك لجميع الذين يصبون للوصول إلى مستواك العالي في الكاراطي و في الكاطا على الخصوص ؟
- جواب : كل شخص له هدف . أن تصبح بطلا للعالم أم لا ، هذا لا يهم . مهما بدا لك الهدف صعب الإنجاز في مرحلة أولى، فإن المثابرة الدائمة نحو الهدف تجعل أن مجهوداتك ووقتك و عزيمتك الدائمة لن يذهبوا سُدا . إذن حافظوا على كل ذلك بكلما استطعتم . إبقَوْا أقوياء حتى النصر ضدّ أنفسكم . و في آخر المطاف ، ستكونون الفائزين .
- المحاوِر : إنها كلمات حكيمة من بطلة حكيمة ! شكرا لكل أستاذة أوزامي للوقت الذي منحته لنا و أتمنى لك التوفيق في مسارك الجديد !
ترجمتُه عن :
Jesse Enkamp
http://www.karatebyjesse.com/rika-usami-karate-kata-queen-…/عبد القادر اجبيرة