ترجمة نصالتصليب ( الكيمي)عادة ما يطلب أساتذة الكاراطي من تلامذتهم تنفيد كيمي قوي و فعال. هذا الأخير يعتبر السر الكبير الذي يضفي على الكاراطي فعاليته الأسطورية. لكن للأسف ، لا تعطى شروحات كافية لتأديته على الوجه المطلوب. على الأكثر، يفهم التلميذ أن عليه الضرب بقوة . بالطبع ، لا يحتاج غالبية الذين يمارسون منذ أكثر من عشر سنوات كلمات لفهم معنى التوفر على كيمي (تصلب) جيد.
واقعة طريفة : شرطي بالزي المدني، حامل للدرجة الرابعة يحكي ما جرى له : " كنت أضرب و أضرب ، لكن الشخص كان لا يبالي بضرباتي..." خمسة عشر سنة من التدريب للوصول إلى هذه النتيجة ! شيء محزن ! وهذه ليست حالة معزولة .
إننا نهمل ما يبدو لنا واضحا. ونتيجة ذلك أننا لا نتقن عدة أشياء. الكيمي هو المثال الأوضح لتقنية في الظاهر بسيطة وبالتالي مهملة ، ولكنها في الواقع جد معقدة ، إذن منفدة بشكل سيء بسبب سوء فهم معطياتها.
"كيمي " معناه قوة خارقة ، ثاقبة. عند تسديد الضربة، الكيمي هو التحرير الوجيز و الحاد للطاقة على نقطة الإصطدام.
بينما يقدم الخبراء الكيمي على أنه أساسي، فبالمقابل نجد أن حقل الأبحاث في هذا الموضوع ظل فارغا.
يحاول هذا المقال المتواضع ملئ هذا الفراغ المعرفي.
بعد أن نتسائل عن صدقية الكيمي، سنقوم بتفصيل الطريقة التي ستمكننا من كيمي جيد، ثم سنتطرق إلى التطورات الممكنة بالنسبة لحاملي الدرجات العليا.
كيمي أو لا كيمي ؟بالنسبة للمشاهد، ما يميز ممارس الكاراطي هو تناوب حركات جد سريعة ، مباشرة في الغالب ، مع فترات وجيزة من التجميد الكامل ( ما بين عشر الثانية و ثانية من الزمن تقريبا) . هذا التوقف المفاجئ في آخر كل تقنية، الناتج عن انقباض عضلي قوي ، هو ما نسميه بالكيمي ( التصليب)
إن عمل الملاكم على بالون الملاكمة هو عمل مغاير تماما. فالملاكم ، بحركة سريعة ومستمرة من القبضة، ينفذ حلقات صغيرة تأتي لتصدم البالون . الهدف : التحصل على أكبر سرعة لأكبر عدد من التسلسلات من اللكمات للحصول على أكبر عدد من إصابات الخصم، و إنهاكه ، و ربح نقاط.
جميع الرياضات القتالية ( مسمات هكذا، مقابل الفنون الحربية) تبنت الحركات الدائرية ( لكمات السوينغ و الكروشيه) و الحركات القصيرة ( منها اللكمة المباشرة و اللكمة الصاعدة من الأسفل) لأنها تسمح بتسديد سلسلة من الضربات بسرعة مثيرة.
مع ذلك لا يحصل تعجيز الخصم عن القتال بالضربة القاضية إلا بعد تلقيه عدة صدمات، غالبيتها مجرد ملامسات، حادة تارة ، ولكن غير مصيرية. ذلك ان الدراع وحده من ينتج قوة الضربات، كما أن المسارات القصيرة للكمات لا تولد القوة الكافية. فلن تتحصل الضربة القاضية إلا بعد عدة جولات أمام خصم منهك.
نشير مع ذلك أن ارتداء القفازات له دور كبير في هذا النوع من العمل.
نحن إذن ، أمام هذه الأمور، على النقيض مع المبادئ الأساسية لغالبية أساليب الكاراطي ( شوطوكان، شيطو ريو ،
ﯕوجوريو، أوايشي ريو...) ولو أننا نلاحظ كثيرا وجود تطورات رياضية لهذه الفنون الحربية، فهي في الأصل أنشئت لأغراض الدفاع عن النفس (ﯕوشين) و تظل متشبعة بطابعها الأصلي.
الشخص الذي يتعرض لإعتداء لديه جزء من الثانية لكي يباغت الخصم و يقضي عليه ولو كان أكثر قوة. بالفعل، عندما يقدم المعتدي على فعلته ، فإن ذهنه منشغل بتسييرها و فعلته تلك تعللها نوايا غير مفصح عنها ، وعندما يهجم فهو متأكد من تفوقه. إذن هو أبعد من أن يكون له ذهن متحرر وهادئ ( موشين).
كما تطرقنا إلى ذلك في مقالات سابقة ، الذهن المنشغل غير قادر على الملاحظة و التحليل و اختيار القرار الأنسب.
بشكل متناقض ، المعتدي الذي يظن نفسه الأقوى هو في الواقع في حالة من الضعف النسبي. لذلك فإن الضحية لها الفرصة لقلب الموازين لصالحها إذا ما اغتنمت بطريقة حكيمة تلك اللحظات التي يضعف فيها الخصم . لو أن الخصم لم يتم تجميده فوريا فلا مناص من المواجهة وهنا تضيع فرصة المباغتة . الضربة الوحيدة و المصيرية، المؤدية إلى فقد الوعي أو عاهة وظيفية، تكون أفضل رد على الإعتداء العنيف. أكثر من ذلك ، إنها الحل الوحيد أمام اعتداء من طرف مجموعة من الأشخاص. لو ضيعتم وقتا كثيرا في السيطرة على مهاجم واحد فقد خسرتم المواجهة من البداية. هذه التقنية تسمى " شي ماي" أي الضربة القاتلة و هي في نظري إحدى أعمدة الفن الحربي .
لو أراد الممارس تجاوز الجانب الرياضي لتدريباته و اكتساب فعالية كاملة في جميع حالات العنف، فمن الضروري أن يستعد ل"الشيماي " (الضربة الحاسمة)، غير أن الكيمي جزء لا يتجزأ من هذا الأخير. في الواقع ، يتطلب الشيماي تقنية متقنة، دقة متناهية، توقيت ممتاز، عزيمة لا تقهر و قوة إنفجارية لا يمنحها غير الكيمي ، وسنعرف لماذا أسفله.
في إطار الفن الحربي، اختلاق كيمي قوي يبدو شيئا لا محيد عنه. لكن بعض الخبراء ، وهم قلة ، في أسلوب الشوطوكاي مثلا، يمارسون بدون كيمي . لحد الساعة ،لم نقتنع بشروحاتهم وعروضهم. لذلك سنبني حججنا دون التأثر ببعض الخلافات التي ينطوي عليها عالم الفنون الحربية.
عند غالبية الإختصاصيين، تعني كلمة كيمي لحظة الإنقباض العضلي في نهاية الضربة. غير أنه لا يمكننا فصل ذلك الإنفجار للطاقة عن لحظة تراكمها لأن قوة الكيمي رهينة بذلك التراكم . لهذا السبب سينصب تحليلنا على جميع العناصر المكونة لفعالية الكيمي.
• الكيمي يضمن فعالية الضربةالقوة المتحركة لشيء متحرك تساوي نصف حاصل الكتلة في مربع سرعتها. لذلك نطور في الكاراطي سرعتنا بدون ملل و نسخر قدر المستطاع الجسم كله في كل تقنية ( دفع الهارى إلى الأمام عند تزوكي أو عند ﯕيري) .
ماذا يقع لحظة الإصدام ؟
لنتصور شيئين من نفس الشكل، لهما نفس الوزن و نفس السرعة، الأول مجوف و من الفولاذ السميك و الثاني من المطاط. هذين الشيئين المتحركين و الذين لهما نفس الطاقة المتحركة، هل سيلحقان نفس الأضرار عند ارتطامهما بالهدف ؟ بالطبع لا ! المطاط سيلعب دور مخفف الصدمات. سيبذر تشوهه جزءا هاما من الطاقة الإجمالية. الفولاذ ، الغير القابل للتشوه ، سيدمر الهدف بينما المطاط سيرتطم به تم يرتد إلى الوراء.
يمكن مقارنة جسم ممارس الكاراطي بالشيئين المذكورين ( الفولاذ و المطاط) . في لحظة الكيمي ، يحول انقباض جميع عضلات الجسم هذا الأخير إلى كتلة صلبة و تنتشر بالكامل القوة المنتوجة عبر الهدف. على عكس ذلك، تتولد من الإسترخاء ، و لو بسيط ، عدة مناطق لإمتصاص الطاقة كما في مثال هياكل السيارات الحديثة. لا يستقبل الهدف إلا جزء من الطاقة.
• الكيمي يسمح بدقة عاليةعند الإصطضام ، يترتب في نفس الوقت عن انقباض العضلات الشادة ( التي تخلق الحركة) و العضلات المضادة ( التي تضاد الحركة) تجميد الحركة في وضعية معينة. عند الضرب بالقبضة على الفراغ، نلاحظ اهتزاز بفارق بعض السنتيمترات على جوانب القبضة عندما يكون الكيمي غير متقن. غير أن الفعالية تفرض ضبطا بمقدار السنتمتر أو أقل. زد على ذلك أن تنفيد الكيمي بكيفية مضبوطة يسمح بتضمين اختراق الضربة ومن خلال ذلك تضمين آثارها.
• الكيمي يضمن التوازنفي الأيكيدو ، عدة تقنيات تنفذ على خصم يهجم بأوي تزوكي ( ضربة بالقبضة مع التقدم إلى الأمام). لكن غالبية ممارسي الأيكيدو يستعملون أوي تزوكي بدون كيمي. فيصبح من السهل تناول حركة الخصم مع تضخيمها ثم إسقاطه. أما في حالة أوي تزوكي لممارس الكاراطي ، سريع و مصحوب بكيمي صلب، فهم وحدهم الخبراء الحقيقيون من يستطيعون إسقاط هذا النوع من الخصم . بالفعل ، في التطبيق العادي لأيو تزوكي من نوع الأيكيدو، يظل المهاجم مستهدفا (ضعيفا) على طول مسار هجومه ، وحتى بعده . أما بالكيمي ، فوحده الجزء من الثانية قبل الصدام يعطي فرصة للخصم. أما بعدها فمن المستحيل زعزعة المهاجم.
• الكيمي يحدث اقتناعا لا تشوبه شائبةالكيمي ليس ردة فعل طبيعية. لكي يكون الكيمي موجودا ، يجب قبل كل شيء أن نريده . في صالة التداريب ، الممارس للكاراطي الذي يبحث عن الفعالية العالية ( شي ماي) يوحد ويستجمع في آن واحد جميع طاقاته البدنية والذهنية : مجموع " الكي " (القوة الأساسية الداخلية) موجه نحو الهدف.
في غالب الرياضات ، يكون التدريب أساسا بدنيا . هذا يفرض على المدرب تهيئ الرياضي ذهنيا عند حلول كل مبارة ، وهو الوقت الوحيد الذي يكون فيه الذهن مطلوبا (علم مقاومة الألم – سوفرولوجيا- البرمجة اللغوية العصبية، إلخ) .
التدريب الأصيل في الكاراطي ، نظرا لهدف الوصول إلى الشي ماي ( الضربة الحاسمة) يدمج باستمرار الذهن والبدن في دينامية موحدة . لذلك فإن استعمال القدرات البدنية عند الممارس في إطار الإعتداء عليه يسخر في نفس الوقت قدراته الذهنية لأن تنفيذ أية تقنية تتم تلقائيا بالمساعدة الكاملة من الدائرة الذهنية . خلافا للرياضي المغمور، الممارس للكاراطي هو دوما مستعد.
• الكيمي يحمي من الأعطاب المفصليةفي أولى حصص أوي تزوكي ، يصاب المبتدئون بأعطاب على مستوى المرفق. عند الضرب إلى الأمام ، تجر القبضة معها الدراع في امتداد كامل حيت يصل مفصل المرفق إلى حدوده القصوى، يساعده في ذلك دفاع الخصم ، و مفصل المرفق لا يتقبل بطبيعته التمدد الأقصى .
القيام بكيمي جيد ، قبل بالضبط التمدد الكامل للذراع ، يقي من تلك الآلام العاطبة . عندما يكون الكاراطي ممارسا بطريقة جيدة مع كيمي جيد ، فلا يسبب أي ضرر للجهاز العظمي الحركي
• الكيمي يجنب تأثير قوة ردود الفعل الخشنةكثير من المحاربين ذاقوا تجربة الضربة القاضية التنفسية. ليست لها نتائج وخيمة ، لكنها مؤلمة. يحدث ذلك عندما يكون الكيمي ضعيفا و بالتالي لا يسمح بانقباض عضلات البطن فتأتي ضربة الخصم لتخضخض الأعضاء الداخلية وإثارة تشنج في الحجاب الحاجز للرئتين و بالتالي إعاقة التنفس . الممارس المتمرس لا يقع في هذا الإشكال.
متغيرات الكيمي الجيد أتمنى أن تكونوا الآن قد اقتنعتم بفائدة الكيمي . بل إلقاء نظرة على التباري كاراطي ستنهي شكوككم : ستلاحظون وجود الضربات القاضية بكثافة رغم أن التحكم في الضربات مفروض على المتبارين ( الضربات على الرأس يجب أن تكون ملامسة فقط) . تقع الضربة القاضية عندما لا يتم التحكم في ضربة التزوكي ( رغم استخدام القفاز: 3 سنتمتر من الإسفنج) و على كل حال حتى مع التحكم الجزئي الموجود . لنتصور عند ذلك نتائج تزوكي بدون قفاز و منفذ بقوة قصوى.
لنحاول الآن الإحاطة بالمتغيرات المكونة للكيمي.
لقد عرفنا أن ، لحظة الإصطدام ، على الجسم أن يكون منقبضا ليصبح كتلة صلبة. ولكن ذلك غير كاف. إذا قلصتم جميع عضلاتكم و أنتم مستلقيين على فراشكم ، فلن يسقط أي عدو، إلا ربما في أحلامكم .
إن وضعيتكم في لحظة الإنقباض العضلي لها أهمية قصوى : الوضعية الجيدة والصلبة يمكنها أن توقف ثورا هائجا (موافق...ثور صغير) . تم إن اللحظة التي يتم فيها الكيمي ليست كأي لحظة. الكيمي على الفراغ لم يقضي لحد الساعة على أحد. ربما وقع ذلك خلال ليلة استعراضية في بيرسي (مقاطعة في باريس بها قاعة للإستعراضات الرياضية). لقد رأى متفرجون مشدوهين تساقط خصوم بكيمي على الفراغ، لكن أطلق الجمهور صفيرا كثيرا .
يرتكز الكيمي إذن على طاقة قصوى ممزوجة بتقنية تسمح بإيصالها كاملة إلى الخصم .
إليكم النقاط الأساسية التي يجب مراقبتها.
• من أين تاتي الطاقة ؟في العالم الغربي و لمدة طويلة ، كان القلب هو العضو المحوري و الأساسي للحياة . ثم أخد المخ محله في هذا الدور. الثقافات اليابانية والصينية تضع منذ آلاف السنين مركز الحياة في الهارا، الموجود 3 سنتمترات تحت السرة و يحدد بأنه هو مركز الكي ( القوة الأساسية) الذي بدوره هو مركز الحياة . رغم أننا لا نشاطر النظريات البوذية و الطاوية و الينغ- يانغ (التوازن بين مبدأين متناقضين) فأن الهارا يبقى هو مركز ثقل الجسد. لذلك ، عندما يطلب المدرب أن نحس بالطاقة الآتية من الهارا فسيكون لذلك معناه ، مهما كانت مرجعية الأفكار.
من طبيعة الحال، الطاقة المنتوجة في الكيمي هي احتمالا بداخلنا ( أما سرعة التحرك وسرعة التقنية فهي من نتاج العمل العضلي) . لكن الكيمي لممارس جيد للكاراطي يشبه انفجار حقيقي للطاقة ، ومن تام جاءت أفكار غريبة تتحدث عن امتصاص الطاقة الأرضية والكونية . فمن المدربين اليابانيين من يطلب التقاط الطاقة بأخمص القدم و الإحساس بتجميعها في الهارا ثم خروجها عبر مفاصل الأصابع . ومنهم من يوصي بالإحساس بالتناغم مع الكون من أجل امتلائنا ب"الكي" الكوني . ومع أنها مدهشة لعقولنا الديكارتية ، فإن هذه التعليمات تعطي رغم ذلك نتائج ملموسة.
أصحاب العقول الواقعية يمكنهم ترجمة هذه الأفكار الروحانية الخرافية ، بمساعدة الفقرات التالية ، إلى أفكار تطابق الثقافة الغربية مع الإعتماد على تعليمتين : الأولى تهم الجانب البدني و الثانية تهم الجانب الذهني.
الفقرات :• الإنقباض العضليعند الإصطدام ، لكي يصبح الجسم كتلة صلبة، يجب أن يكون الإنقباض العضلي شديدا و شبه عام . ولكن يجب أن يتوقف سريعا عند الإتصال بالخصم , العيب عند المبتدئ يتجلى في كونه يبقى متعصبا . لكي تنطلق العضلات بسرعة عليها أن تكون مسترخية و مرنة ، ما عدى العضلات الحركية التي يجب أن تكون منقبضة. الأنسب في الكاراطي هو أن تعطي شحنة في البداية تم تترك القبضة أو الرجل تندفع في استرخاء تام ، تماما كحجرة نلقي بها. في نهاية المسار، الإنقباض المتزامن لجميع العضلات يجمد الحركة في وضعية محددة. إذا انتهت التقنية تزامنا مع نهاية التحرك فأن الممارس يضرب بكل جسمه و ليس فقط باليد أو الرجل و هذا يعني أن الهارا هو نقطة الإرتكاز للقوة المراد تمريرها إلى الخصم ، إذن إنقباض الحزام البطني يقوم بدور الإتصال القوي بين جدع الجسم وأطرافه.
التناوب السريع بين فترات من الإنقباض و الإسترخاء هي واحدة من القواعد الأساسية في تعليم الكاراطي. إن عضلات البطن هي العضلات الوحيدة التي يمكن ، بل يجب ، أن نحتفظ بها منقبضة شيئا ما خلال المواجهة أو خلال تنفيد الكاطا.
فبالفعل العضلات الحركية تستند على الحزام البطني : للإنطلاق بفعالية ، لابد وأن يكون هذا الحزام منقبضا . زد على ذلك أن مدة استجابة الحزام البطني للإنقباض قد تطول في الغالب ، لذلك وجب تركها منقبضة شيئا ما إذا أردنا أخد المبادرة بسرعة . عكس ذلك ، الإحتفاظ بالإنقباض في مجموعة من العضلات مثل الأكتاف أو عضلات الصدر أو عضلات الظهر يؤدي إلى ضياع الطاقة ( وهي ليست لا متناهية ) و إحداث فرامل تعرقل الحركة . للقيام بحركة، يجب أولا إنقباض العضلات المضادة و هذه عملية بطيئة في خضم رد الفعل السريع ضد هجوم الخصم.
• الوضعية يجب أن تكون الوضعية على شكل لا يسمح بضياع الطاقة . لو أن كتف واحد يرتفع أو مرفق يبتعد عن الجسم فستجد الذراع وحده هو من يضرب لأنه منفصل عن ضغط الهارا . إن وضعية ممارس الكاراطي عند الأصطدام تشبه حاجز السكة الحديدية . هذا الحاجز رغم أنه خفيف ، فأنه يكفي ليوقف قطارا يسير بسرعة بطيئة. متغيرتين اثنتين تساعدان في ذلك : هندسته و صلابة تثبيته على الأرض.
بالنسبة للهندسة ، على الممارس أن يراقب استقامة ساقه الخلفي : إن كانت ممدة ، ستتحمل قوة هائلة ، وإن كانت منثنية فدفعة قوية من طرف الخصم تكفي لمنعها من المقاومة . إن انحناء تلك الساق، المتحصل عليه من خلال الطي المناسب للساق الأمامية ، حاسم في العملية. كلما اقترب انحنائها من شكل أفقي ، كلما كانت القوة المتحملة عالية ، مع حدود يفرضها التساق القدم على الأرض .على كل واحد أن يجد الحل الوسط الذي يرتبط بطبيعة الأرضية ، لكن يجب في جميع الحالات الإحساس بالقدم كله ملتسقا مع الأرض، من رأس الأصابع حتى القدم .
• الإختراق التدريب على الماكي وارا ( خشبة عمودية للتدريب على الضرب) أو على كيس اللكم سيوضح جميع المفاتيح عن لحظة تدخل الكيمي في العملية : في لحظة الإصطدام أو بعده بقليل عند الإختراق ببضعة سنتميترات . لنفهم أن الكيمي يفرز موجة ارتطام تخترق جسم الخصم و تسحق أنسجته الداخلية. الهيكل العظمي للخصم ينشر بسهولة موجة الإرتطام، أما أنسجته الرخوة فتمتصها أو تنقص من فعاليتها. لذلك يجب علينا الضغط على أنسجته الرخوة قبل تحرير الكيمي من البطن. عندما تكون العظام ظاهرة عند نقطة الإصطدام ( مثلا ضربة على الرأس) يجب تحرير الكيمي مباشرة عند الإلتقاء. في حالة العظام القابلة للتمدد ( مثلا القفص الصدري ) سيكون للكيمي على السطح و للكيمي العميق آثار مختلفة.
بعض الخبراء يقومون في هذا المجال باستعراضات مذهلة ( في نظري إن بروس ليي هو من اخترع ذلك أو على الأقل هو من قام بنشره ) : يضعون القبضة على عظمة الصدر مع طي الذراع ثم يبسطون فجأة هذا الأخير( ما يعبر على المرحلة الأخيرة من تزوكي) . فيتولد عن ضغط واجهة القفص الصدري تممد ظهر هذا القفص مما يؤدي إلى اندفاع الشخص إلى الوراء بكيفية مذهلة. لو وضعنا عدة أشخاص واحد وراء الآخر مع التصاق صدر كل واحد مع ظهر سابقه ، فإن آخر شخص في السلسلة هو من يسقط. مع ذلك ، فهؤلاء الخبراء هم غير مبالين : هذه التقنيات يمكن أن تحدث أضرارا جسيمة على الأعضاء الداخلية لشركائهم المساكين.
• المدةمن المألوف في الكاطا تكييف حدة ومدة الكيمي. ماذا يعني ذلك في الحقيقة ؟ عندما يمارس المهاجم قوة على الخصم بواسطة تقنية اصطدامية ، فأنه يخضع بالمقابل لقوة ارتدادية ( هذا ليس أمر نظري . كل الممارسين يعرفون الفرق بين تزوكي في الفراغ و تزوكي على كيس اللكم) . إذا كان كيمي المهاجم جيدا (وضعية ، انقباض ، ترسخ على الأرضية) فالقوة الإرتدادية الناتجة عن الإصطدام يتم تحييدها و تنصهر كليا في جسم الخصم . في الحالة العكسية يكون المهاجم معرضا لفقد التوازن والسقوط . في هذه اللحظة ، الإحساس باستقاء الطاقة من الأرض تساعد على بناء فعالية الضربات بفضل جودة الدعامة الناتجة عن هذا الإحساس . نستنتج من هذه التحاليل أن الكيمي يجب أن يدوم الوقت الكافي لتجميد القوة الإرتدادية : كيمي طويل ضد هارا خصم ثقيل يندفع و كيمي جد وجيز عند الهجوم على الرأس على خصم ثابت أو يتراجع إلى الوراء.
• تعلم الكيميتقنية أوي تزوكي بوضعية زانكوتسو داشي مناسبة لتعلم إصدار كيمي متين لأنه كما رأينا لا يقتصر هذا الأخير على ما يقع أثناء الإصطدام : ارتخاء في الإنطلاق ( ماعدا الحزام البطني) تسريع مفاجئ ( الدفع على الرجل الخلفية ، الجر بالرجل الأمامية) وضعية ثابتة ومقننة بالميليمتر عند وصول الهدف (الرجلين على جهتي المحور و متجهتين إلى الأمام ،الرجل الخلفية ممدودة) ، تزامن الضربة مع نهاية التحرك ( اللحظة التي يلتسق فيها القدم بالأرضية) ثم انقباض متزامن ، وجيز وشديد ، لجميع العضلات الضرورية للدفع إلى الأمام .
في الغالب ، ينهي المبتدئون أوي تزوكي بالساق الخلفية منطوية أو القدم مرفوعة ، ثم بعد ذلك يتخدون الوضعية الصحيحة، الساق الخلفية ممدودة و القدم ملتسق بالأرضية في محاولة لتطبيق تعليمات الأستاذ . يجب تصحيح هذا الخطأ في الحين . لا تكون هذه الوضعية مفيدة إلا عند وقت الإصطدام .
إنه من الضروري القيام بتمارين على تقنية شوكو تزوكي ( ضربة القبضة الأساسية) بوضعية هاشيجي داشي، لتحصيل تقنية الذراعين . في هذا المجال نلاحظ أهمية نقطتين :
1. دوران سلاميات الأصابع (فالانج) في اتجاه الأرضية ، خلال السنتمترات الأخيرة من مسار تزوكي ، يساعد على عدم ابتعاد المرفق من الجسم . المرفق المبتعد يكون ظاهرا للخصم و يتسبب في ضياع القوة. الدوران في حد ذاته يؤدي إلى انقباض الساعد ويجعله متضامنا مع القبضة ، و بذلك نتجنب التواء المعصم .
خلال المسار ، المستقيم بالضرورة ، يجب أن تكون القبضة مصطفة مع الساعد ( يكون الإبهام فوق سلاميات السبابة و الوسطي) . كما يجب اتخاد الحذر في حركات اللفح أو التصويط ( فوويطي) من نوع أوراكين الذي يعطي الشعور بالكيمي و لكن يعرض المعصم للكسر المحتمل على جزء كبير من المسار .
2. يتكون الهيكيطي ( جر القبضة إلى الوراء) من دوران مفاجئ للقبضة ( السلاميات إلى الأعلى ) عندما يصل إلى الحوض، و من حركة للمرفق الذي نعيده نحو المستوى السهمي للجسم ، مما يحدث انقباض في عضلات الظهر .
تزوكي و هيكيطي ينفذان في نفس الوقت. صرخة الكياي تدعم انقباض الحزام البطني . أما الكيمي فهو رهين بتزامن كل هذه العناصر المذكورة. القبضة التي تنفذ الهيكيطي تأخد مكانها فوق الحوض و بذلك توفر حماية جيدة للضلاع العائمة.
ملاحظة أخيرة : عند الإنتقال من شوكو تزوكي إلى أوي تزوكي ، يزامن عدد كبير من المبتدئين حركة اليد مع التحرك. فتصبح الضربة بالقبضة جد بطيئة لأنها تنطلق و تنتهي في نفس الوقت مع التحرك أيومي آشي . يجب أن تبقى القبضة الضاربة ملتصقة بالحوض خلال التحرك بكامله ثم يفرج عنها بغتة في لحظة وضع القدم على الأرضية. بهذه الطريقة ( وذلك ينطبق على جميع أنواع الضربات) يحدث تزوكي رفرفة مدوية لثوب البدلة مثل صوت السوط.
• بدون القيام بتحركلقد استعان الأوي تزوكي بالترحك لخلق قوة عامة لصالح التقنية. فما مصير التقنيات التي لا يمكن فيها التحرك ، مثل ﯕياكو تزوكي بعين المكان ؟ الجواب الإعتيادي لدا الخبراء هو اللجوء إلى دوران سريع للوركين لكي يصبح الهارا هو المركز الطاقي للتقنية :سيكون الﯕياكو تزوكي مصاحبا بالإنتقال من وضعية هان مي زان كوتسو داشي أو فودو د اشي (أي تجنيب الجسم ب45 درجة) إلى وضعية زان مي زان كوتسو ( أي وضع الجسم إلى الأمام) . نقطتين لا بد من مراقبتهما :
1. الأستاذ أوهشيما كان ساخرا خلال تدريب في باريز سنة 1980 من " أولائك الذين لم يفهموا شيئا ويقومون بالرقص الشرقي " . عدة ممارسين يستعملون الحوض بكيفية منفصلة تماما عن باقي الجسم . لذلك تصبح تقوية تقنية الأطراف العليا وهمية تماما لأن تموجات الأرداف ترخي عضلات البطن و الأخطر أنها تهدد سلامة فقرات أسفل العمود الفقري . أما الأستاذ طوكيتزو ، فقد أكد أنه تعرض لعطب كبير لإتباعه بصفة عمياء نصائح الأستاذ طايجي كازي لمدة سنوات حيث كان مساعدا له بباريز. إنه من الضروري ربط دوران الحوض مع دوران الأكتاف. يجب على الجسم أن يدور ككتلة واحدة ، دون التواء العمود الفقري
2. الدوران على المحور العمودي للجسم لا يضيف للتقنية ما يكفي من الطاقة. يجب الحصول على اندفاع ظاهر للهارا إلى الأمام لكي يكون المفعول ملموسا . إذا كان الأمر يتعلق بهيداري ﯕياكو تزوكي (أي تنفيده من اليسار) بحراسة من نوع مي ﯕي كامي ( أي الحراسة باليدين على اليمين) ، فيجب الدوران على الردف الأيمن من الحوض، وبذلك يندفع الحوض إلى الأمام . مع شيء من الإستباق يكون ممكنا الزيادة في اندفاع الهارا إلى الأمام بتأدية تحرك يوري آشي ( الخطوة المنزلقة ) . كما أن ثني الساق الأمامية يضيف بعض السنتمترات للإختراق .
من جهة أخرى، لو رجعنا لمثال حاجز السكة الحديدية ، فإنه ليس لديه طاقة خاصة به ، رغم ذلك فهو يوقف القطار. لذلك رغم أن الممارس لم يتحرك إلى الأمام وليست لديه طاقة حركية كبيرة لواجه بها الخصم ، على شرط أن تكون الوضعية جيدة وصلابة عضلية مناسبة ، فيمكنه إقاف الخصم بصفة عنيفة .
في هذه الحالة ، الطاقة المبددة في الإصطدام هي في غالبيتها من منتوج المهاجم . بيد أن الكيمي يبقى ضروريا لضمان مقاومة البناء الذي يأتي المهاجم لينتحر عليه .
• الكيمي على أي تقنية ؟بالنسبة للمبتدء ، الجواب بسيط وبدون غموض : أداء الكيمي على جميع التقنيات مع بعض الفوارق حسب هدف التقنيات. مثلا الدفاع ، الذي ليس في الحقيقة سوي تغيير مسار هجوم الخصم ، لا يحتاج قوة كبيرة. في هذه الحالة الكيمي الوجيز يسمح بإتباع الدفاع بهجوم سريع يكون مدعما بكيمي أكثر قوة .
إذا كان المقصود في الكيمي بوضعية زان كوتسو داشي هو إيصال أقصى قوة نحو الأمام ، ففي وضعية كوكوتسو المراد هو امتصاص القوة وتحريف مصارها .
بالنسبة للإحساسات ، في وضعية زان كوتسو نستقي القوة من الأرضية لإرسالها نحو الخصم . أما في و ضعية كوكوتسو فنحس بقوة الخصم تنساب نحو الأرضية. في الحالتين معا يسمح الكيمي بربط قوي بين السلاح الطبيعي الذي يضرب ( مفاصل الأصابع ، الشوطو ، الدراع ، إلخ) و الهارا و الأرضية من خلال الأقدام . في تمرين الكيهون ، يجب إنتاج الكيمي الأقصى في جميع التقنيات. أما الكاطا فهي تدخل الحيثيات الضرورية في الكيمي ( قوته و مدته ) ابتداء من هيان شودان ، وذلك من أجل تطور متناسق نحو الإتقان التام .
سيكتشف الممارس بسرعة مجموعة من التقنيات تسمى التقنيات الإرتدادية : كين ﯕيري ( ضربة خاطفة بالرجل نحو السرة ) أوراكن أوشي ، يوكو ﯕيري كيا ﯕي، إلخ . ليس هناك كيمي بل ارتداد على الهدف ( مثل كرة تضرب و ترجع) . إن فعالية هذه التقنيات ، في المطلق ، أقل أهمية لكنها توفر فرصة القيام بضربات متسلسلة كما أنها تجعلنا في مأمن من المسك من طرف الخصم . ثم إن بعض الأعضاء الحيوية لا تحتاج الضرب بقوة ( العينين ، الحلق ، الصدغ (جانب الرأس ) ، إلخ) .
لتنفيذ هذه التقنيات على أحسن وجه ، يكون الكيمي الجيد شيئا مسبقا لفهم التناوبات السريعة للإنقباض و الإسترخاء العضلي . لكن، لا واحدة من هذه التقنيات تسمح بتوقيف خصم يندفع بقوة (مثل الثور) ، إذن هي تقنيات موجهة أصلا للهجوم . أما إذا استعملناها في الدفاع ، فلا بد من إرفاقها بالتجنيب ( إيسكيف ) .
• مع خصميجب أن تكون المسافة بين طوري و خصمه كافية لتسديد ضربة فعالة . لا يجب بتاتا تعويض المسافة المعيبة بإنحنائة من الجسم : إلى الأمام إذا كان طوري بعيدا أو إلى الخلف في الحالة العكسية . بما أن الطاقة تتجمع في الهارا ، فمن الضروري المحافظة على الجسم في وضعية عمودية ، مع دفع البطن خفيفا إلى أمام الكتفين . إن انحناءة خفيفة للجسم إلى الأمام ، زيادة على أنها تعرض الوجه للخطر، تبطل انقباض الحزام البطني و بذلك تتبدد كل فعالية .
و في الأخير نسطر على أهمية التنفيذ التقني الجيد لكل هذه المتغيرات المذكورة أعلاه . إن الإتقان التام لهذه العناصر هو من يضفي على الكيمي قوته. لا يجب بتاتا تنمية الإحساس بالقوة لأن ذلك يبنى على مقاومة انقباض العضلات المعاكسة ، فينتج عنه كبح الحركة. عندما تحس بأنك قوي ، ففي الواقع أنت أقل قوة مما تتصور. الخصم هو من يجب عليه الإحساس بقوتك وليس أنت .
• التلاحم بين الذهن والجسم بدون الذهن لا تساوى التقنية شيئا . هذه الحقيقة الأساسية يجب أن تغمر فكر الممارس باستمرار. يعتبر بصفة عامة أن الفعالية تعتمد على 20 في المائة من القدرات البدنية و 30 في المائة من الإتقان التقني و 50 في المائة من العمل الذهني . بالنسبة لي و بدون إعادة النظر في ذلك ، كل مكون من المكونات الثلاثة ضروري : إذا غاب الذهن فلا تبقى 50 في المائة من الفعالية بل تصبح عديمة . نفس الشيء بالنسبة للمهارة التقنية . أما القدرات البدنية فلا تكون منعدمة تماما ، لكن ليس هذا سببا لإغفالها.
إذا كان من الأمور المهمة تحسين اللياقة و السرعة، فأهم من ذلك العناية الكاملة بتحسين عمل الذهن . الذهن يجب أن يكون وسيلة وليس عائقا . لهذه الغاية و في إطار البحث على " الشي ماي " ( الضربة الحاسمة ) على الذهن أن يشتغل أكثر وأن لا يترك أي مجال لأي فكرة مشوشة. هذا الإستثمار الذهني نلقاه في الكياي الذي يجب أن يكون قويا وعميقا . الكياي الجيد يتولد من الهارا و يزلزل بقوته الحيطان . أنا أسمع كثيرا مجموعة من الكياي الخجولة ، تنحبس في الحنجرة وهذا مؤشر على وجود حواجز نفسية من ورائها .
للذهاب بالتحليل بعيداإن البحث على الكيمي و تحسينه يبقى الإنشغال الأساسي باستمرار للممارس حتى الدرجة الخامسة . أما بعد ذلك ستصبح الحداقة (الذكاء) هي الأهم . هذا ليس معناه أن حامل الدرجة الأولى أو الثانية غير قادر على إبداء حداقة ودقة، لكن الكيمي يبقى المصدر الأساسي لقوته الردعية وعليه ترتكز سكينته . غير أن الحداقة يمكن أن تنصب على الكيمي لوحده .
هل من الضروري دوران القبضة عند الإصطدام ؟ إذا كان اختراق تزوكي يصل إلى عدة سنتمترات ، فأنه من العبث دوران لقبضة في آخر المسار لأن الإحتكاك مع جسم الخصم يتعارض مع ذلك . يجب على القبضة أن تبقى ثابتة ، إذن علينا بدورانها قبل الإصدام لضمان انقباض الساعد .
حالة ضربة جودان على خصم طويل القامة : التزوكي التقليدي غير مناسب لأن الضربة تأتي من الأصابع وليس من السلاميات (مفاصل الأصابع الأولى) . في هذه الحالة يكون طاطي تزوكي (القبضة عمودية) مفضلا ، حيت تقلب القبضة إلى الأسفل عوض الدوران التقليدي للمعصم . رغم ذلك ، مازال عدد من الممارسين ، حتى من المستوى العالي ، يستمرون في قلب مفاصل الأصابع إلى الأسفل عند الهجوم جودان بسبب الواقيات التي لا تسمح بالتحليل المدقق الذي ذكرنا هنا .
مشكلة مماثلة تتجلى مع المبتدئين ، وحتى بعض القدامى ، الذين يهجمون تشودان على مسافة قصيرة . رغبة منهم بأية حال من الأحوال القيام بدوران القبضة ، يجدون أنفسهم مع مرفق منسحب إلى الخارج و الكتف مرتفع رغم أن الأمور كانت ستكون أحسن حال لو استعملوا أورا تزوكي ( الضربة العكسية لتزوكي) لأن الدوران العكسي لأورا تزوكي له نفس النتائج في انقباض الساعد.
لذلك فإن دوران القبضة يكون ضروريا في عملية في التدريب لأنه يرسخ فكرة قفل المعصم عند الإصطدام ، و عندما تصبح هذه المهارة مكتسبة وتلقائية ، فمن الأحسن التحرر من الإكراهات التربوية.
لا ننس أن التكيف مع الظروف هو إحدى خصال الممارس للكاراطي . على أي ، يجب التعامل مع نصيحة التحرر بشيء من الحذر . البعض يظن أنه يرتقي إلى إحساسات شخصية معمقة ، بيد أن الأساسيات ما تزال لديهم غير متقنة (مثال حامل الدرجة الرابعة في أول المقال) . يجب إذن اتباع تعليمات الأستاذ بكل دقة .
ماهي عواقب الموجة الإرتدادية عند الإصدام ؟ العظام يمكن أن تتكسر ، الأعضاء الداخلية يمكن أن تصاب. أي نوع من الإصابات و بأي عواقب ؟ آنية أم مؤجلة ؟ نطاق البحث واسع . من هذا المنظور ، يمكننا تجريب بعض الخيارات .
أولا ، مقادير الكيميقبل كل شيء ، هناك توضيح :
لايجب الخلط بين السرعة الفورية التي تصل بها التقنية والمدة الزمنية لتنفيذ تلك التقنية. عند اختصاركم للحركات ، تحققون وقتا أقل ولكن تصلون بوقت أطول ، إذن بأقل من الطاقة . حذار من زرع الأوهام واشتغلوا دائما على مسارات أطول .
بالتأكيد أنه من الممكن تحسين الإسراع ، لكن من الأحسن اغتنام الفرصة لتنمية قوة أكثر . لتحقيق حركة قصيرة تأخد وقتا أقل ، لا حاجة للتمرين ، سيحصل ذلك بصفة تلقائية أمام الضرورة .
المرحلة الأخيرة من الإنقباض العام هي التي تحدد شروط إيصال الطاقة للخصم . لا يمكن تعويض ضياع الطاقة الناتج عن تحرك بطيء بكيمي معجزاتي .
أقصى ما يمكن أن يرسله الكيمي المتقن من قوة هو ناتج نصف الكتلة المتحركة في مربع سرعتها . إنه لا يزيد شيئا ولكن كما ذكرنا من قبل ، الطاقة يمكن أن تاتي من الخصم . نتيجة لذلك فأن تقدير درجة الكيمي تتم عن طريق حذف جزء من الطاقة المتوفرة مع الإعتماد على مدة الكيمي و على اختراقه و على تقسيم الإنقباض العضلي .
ثانيا ، الكيمي المزدوج بعد الكيمي الأول ، القبضة تتحرر لتقوم بكيمي ثاني سنتمترات أبعد من الأول و بعض أجزاء من الثانية بعده . الكيمي الأول ضغط على الأنسجة ، يمكن إذن للثاني أن يندلع أبعد لأن الأنسجة صارت متماسكة أكثر وبالتالي موصلة أكثر للطاقة. من ناحية أخرى، العضو الداخلي الذي اندفع في اتجاه الضربة يكون في مرحلة الرجوع إلى مكانه لحظة الكيمي الثاني و بذلك يتلقى الصدام الثاني بقساوة أكثر.
الأستاد نيشيياما يتكلم عن كيمي اهتزازي ، لكنه في الواقع ليس سوى سلسلة سريعة من عدة كيمي التي يمكن لعواقبها أن تظهر بعد يوم أو يومين ، بل حتى بعد أسبوع. ندخل هنا في إطار التقنيات " السرية " . الذكاء و الممارسة لعدة سنوات سيسمحان لبعض الممارسين المحظوظين بالدخول إلى عالم البعض منها. أما البعض الآخر فيستم توريته بالطريقة العتيقة من معلم إلى مريده ، حيت أن هذه الطريقة القديمة مازالت سارية المفعول في خضم الممارسة الجماهيرية الحالية .
إن التحليل الدقيق لمكونات الكيمي يؤدي إلى الإتقان الكامل ، لكن لا يجب نسيان أن الذهن يظل العنصر المصيري. إذا كان عطاء البدن يصل بسرعة إلى حدوده ، فإن الدائرة النفسية تكنز موارد تبدو غير محدودة . مثلا ، كما سبق ذكره ، يجب على الذهن أن يساند الضربة لكي يكون الكيمي قويا . في الكاطا ، علينا ألا نترك النظر يتيه في جميع الإتجاهات ، بل يجب تركيزه على الخصم . في الكوميطي ، لا نترك نفسنا تنشغل بأحداث لا علاقة لها مع القتال . حقيقة أن اتجاه النظر ما هو إلا نتيجة لتفرغ الذهن ، لكن عندما يطلب المدرب أن نساند التقنية بالنظر ، فأنه يحث على حشد الذهن لهذه الغاية .
الممارس الذي يقوم بتأمل داخلي عميق بدون مجاملة نفسه سيلاحظ أن التجنيد الكلي للذهن هو مفتاح الكيمي المتكامل و العنصر الأساسي في التقنية الفعالة . هذا ما يفتح مجالا غير محدود للبحث والتنقيب : تنقية وتحرير الفكر من الأحكام المسبقة ، من أشكال التردد ، من أشكال الخوف ، من أشكال غسل الدماغ ، من أشكال تأثر المشاعر ... يعني تجنيبه جميع أنواع الصراعات الداخلية . بتعبير آخر ، جعل الذهن متناغما ، ولم لا ، مع الكون .
مع تقدم السن ، تأفل القدرات البدنية ، لكنه من المطمئن معرفة أن قدرة هائلة للتطور ما تزال في التناول .
الكيمي مرهون بتفرغ ذهننا و بإتقاننا للتقنية وبجاهزيتنا البدنية ( شين – جي - طاي) ( الذهن – التقنية – الجسم)، فتكون إذن شدته متغيرة . إنه من الضروري تحسين الأداء الدائم لنقطتين أساسيتين :
- الطاقة القصوى
- القدرة على تكييف هذه القوة
ماعدا طلب من الأستاذ أو بحث خاص لتجنب ذلك ، تدربوا دائما بالكيمي و مع إدخال الذهن كليا في العملية . إنه الشرط الحاسم الذي لا محيد عنه للحصول على قوة خارجة عن المألوف و القدرة على توظيفها بجرعات.
أما التقنيات التي هي في الظاهر مجردة من الكيمي مثل تقنيات الإسقاط و تقنيات اللي و التجميد و الخلع ( كونزيتزو وازا ) و تقنيات التخلص من المسك ، فاستعمال كيمي في الوقت المناسب سيضاعف فعاليتها. انتبهوا إلى كيفية تكييف الكيمي : السلامة الجسدية للشريك في الصالة تقتضي استعمال كيمي معتدل و متحكم فيه .
لتنذكر مبادئ فلسفة الزان ( أو الزن) :
" عندما أمشي ، فأنا أمشي . عندما آكل ، فانا آكل ". وذلك معناه أننا لا نستطيع القيام بشيئين في نفس الوقت و أن ذهننا ينشغل كليا في عملية اللحظة .
كونوا كذلك زان وقولوا :
" عندما أقوم بكيمي ، فأنا أقوم بكيمي " وليخترق النظر العدو ، و لترعد البدلات ،و لتهتز الحيطان !
ساكورا سانساي Sakura Senseiملاحظة : ساكورا سانساي هو الأستاذ جاك سوريزيي ( اختار إسم ساكورا لأنها تعني باليابانية شجرة الفاكهة التي يحمل إسمها )
ترجمته عن موقع : http://www.goshinbudokai.fr/kime.html