كاطات الشوطوكان

كاطات الشوطوكان

- تصنيف كاطات الشوطوكان حسب مدارسها الأصلية
- ماهي الكاطات التي من الضروري تعّلمها ؟ 

أولا : تصنيف كاطات الشوطوكان حسب مدارسها الأصلية
قبل التطرّق إلى الموضوع ، لابدّ من وضعه في الصورة ، وذلك بسرد جدّ موجز لتاريخ الكاراتيه.
لا يخفى على أحد أن مهد الكاراتيه هو جزيرة أوكيناوى okinawaو هي أكبر جزيرة ضمن جزر ريو كيو ryu kyu المتواجدة على بعد أكثر من 700 كلم جنوب اليابان و أكثر من 500 كلم شرق الصين.

هذه الجزر كانت حتى القرن 19 تابعة لنفوذ وحماية إمبراطورية الصين . فكانت البعثات الدبلوماسية و التجارية لا تنقطع على مدار السنة ، بل كانت هناك عائلات صينية بأكملها تستقر لمدة شهور في مدن الجزيرة الرئيسية وعكس ذلك كان أشخاص من الجزر يستقرون بالصين لمدة شهور لأغراض الدبلوماسية و التجارة .

في القرن 19 ، قامت اليابان باحتلال الجزر بعد ضعف التأثير الصيني .

إن فنون الحرب بجزر ريو كيو وخاصة بأوكيناوى يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة و كانت تسمى أوكيناوى طي okinawa teللتمييز بينها وبين طوطي to-te وهي فنون الحرب الصينية المتواجدة هناك بفعل تأثير البعثات الدبلوماسية و التجارية حيث كان أعضاؤها كما قلنا يستقرون بالمدن الأساسية بأوكيناوى و يلقنون فنهم الحربي للممارسين المحليين . أو يتم التلقين من طرف السكان الأصليين الذين كانوا يسافرون إلى الصين لمدة طويلة وياتون بالجديد في فنوم الحرب.

زد على ذلك أن الفن الحربي المحلي في أوكيناوى عرف ازدهارا غير مسبوق بعدما منع ملك الجزر في سنة 1470 حمل السلاح على الشعب بأكمله و على النبلاء على الخصوص ، ثم بعد ذلك عندما منعت اليابان حمل السلاح عندما استولت على الجزر في القرن 19.

فما كان على الناس إلا التدريب سريا وبالليل على الفنون الحربية من أجل الدفاع عن أنفسهم ضد جبروت الجيش المحلي و الإدارة المحلية في نزع الضرائب العينية بالقوة على المنتجات الفلاحية وكذا الوقوف في وجه تجاوزات الساموراي اليابانيين عند احتلال اليابان للجزر.
ومن تم ظهرت فنون حربية لدى بسطاء الشعب تستعمل فيها الأدوات الفلاحية من أجل الدفاع عن النفس و النفيس و كذا فنون حربية راقية بالنسبة للأغنياء و النبلاء .

ثلاث مدن أساسية كان يلتقي بها الوافدون الصينيون الحاملين للجديد و العائدون المحليون من الصين الحاملون كذلك للجديد في فنون الحرب و هي مدن شوري و طوماري و ناها.

مع مرّ الزمن ، أصبح لكل مدينة من المدن الثلاث مدرستها الخاصة في فن الحرب نتيجة لتجانس الوافدين عليها و كذلك لتجانس الساكنين بها.
هناك مدرسة قديمة يتم إغفالها و هي تخص أسلوب أووايشي ريو ueshi ryu الذي يعتمد على القوة البدنية و تحمل الخصمين معا لضربات جد قوية خلال التمارين لكنه ، غير منتشر بالحجم الذي انتشر به باقي الأساليب.

1 – مدينة شوري shuri المتكونة من السكان النبلاء و الأغنياء أعطت أسلوب شوري طي shuri-teو هو الذي يميز مدرسة شورين ريو shurin-ryu التي تأثرت بالملاكمة الصينية . الخبير الأكثر تمثيلية لهذه المدرسة هو سوكون ماتسوماراsokun matsumara و هو أستاذ للخبيرين إيطوزو آنكو و آزاطو أنكو itosu anku et itosu azato الذين بدويرهما كوّنا التلميذ فوناكوشي المزداد بمدينة شوري و الذي سيصبح فيما بعد مبتكر الكاراتي المعاصر.

تنتسب إلى هذه المدرسة أساليب الشوطوكان ،و الوادو ريو، و الشيطو ريو shotokan , wado ryu; shito ryu .
يتميز أسلوب الشوري طي بالحركات الطويلة و السرعة والخفة وهو ينحدر من أساليب شمال الصين حيث تتميز الجغرافيا بتواجد السهول و راكبي الخيول و من تمّ الدفاع عن النفس ضد راكبي الخيول .

وصلت إلينا كاطات من هذه المدرسة ، منها مثلا كاطات هيان (أو بينان) ، باصاي ، جيون ، جيطي ، كانكاكو...

2 – مدينة ناها naha أعطت مدرسة شوراي ريو shurei ryu التي تتميز بأسلوب ناها طي naha-te و هو أسلوب قد تأثر بأساليب جنوب الصين خاصة أسلوب طائر البرقع الأبيض style de la grue blanche، حيت توجد هناك مزارع الأرز وكذا موانئ البحارة . وبسبب ذلك فإن الأسلوب يرتكز على الدفاع عن النفس في ظروف تنغمس فيها الأرجل بداخل وحل مزارع الأرز أو فوق القوارب المسطحة للصيد البحري .

يمتاز هذا الأسلوب بوضعيات عمودية و قوية و بالحركات البطيئة ، و بانقباض العضلات و تنمية الطاقة الداخلية و السيطرة على التنفس ، و بضربات الرجل على مستوى الأسفل ، ويكون فيه التنفس مسموعا وباستعماله للبطن عند التنفس.

يمتاز كذلك بكونه أسلوب للمواجهة عن قرب وبتقنيات باليد المفتوحة وبتقنيات دائرية .

وقد وصل إلينا إرث هذا الأسلوب عن طريق الخبير هڭاوونا كانريو و مياڭي شوڭونkanryo higaona et chogun myagi , وينتسب إلى هذه المدرسة على الخصوص أسلوب الڭوجو ريو goju ryuالذي هو من تأسيس الخبير هيڭاوونا كانريو.
كاطات هذا الأسلوب هي من أصل صيني و هي :
سوشين ، سايزان ، سوبارانباي ، سايفا ، سانسيرو، سايوشين ، كورورانفا ، سايبي ، شيشوشين . وقد أضاف إليها الأستاذ مياڭي الكاطات طانشو و جيكي ساي داي إيشي.

3 – مدينة طوماريtomari : أعطت أسلوب طوماري طيtomari-te و هو شبيه إلى حد ما إلى أساليب مدرسة الشورين ريو لمدينة شوري حيت يتميز باستعمال أكثر لتقنيات التشطيب . و قد ثم في الأخير دمج الأسلوبين معا في أسلوب شوري طي بصفة عامة .

الكاطات التي وصلتنا من هذا الأسلوب هي مثلا : أنسو ، سوشين ، و نيسايشي .

تجدر الإشارة أن أسلوب الشوطوكان يتوفر على كاطات آتية من المدارس الثلاثة المذكورة أعلاه ، و هذا هو التصنيف العام لكاطات الشوطوكان علما أن أسلوب طوماري طي قد تمّ إدماجه في أسلوب شوري طي نظرا للتقارب الشديد بينهما .

أ – كاطات الشوطوكان الآتية من مدرسة شورين ريو بعد إدماجها مع مدرسة طوماري ريو
- الهيانات الخمسة
- باصاي داي (مع تأتير من طوماري طي)
- باصاي شو (مع تأتير من طوماري طي)
- كانكو داي
- كانكو شو
- أمبي
- ڭانكاكو
- مايكيو
- نيجوشيهو
- آنسو (مع تأتير من طوماري طي)
- شينطي
- ڭوجوشيهو داي
- ڭوجوشيهو شو
- وانكان

ب – كاطات الشوطوكان الآتية من مدرسة شوراي ريو (أسلوب ناها طي)
- طيكي شودان
- طيكي نيدان
- طيكي صاندان
- هونڭيتسو
- سوشين ، علما أن هناك سوشين في أسلوب طوماري طي و ربما هي مزج مع كاطا سوشين لأسلوب ناها طي .

في هذا السياق ،تجدر الإشارة أن عدة كاطات في الشوطوكان و الوادو ريو والشيطو ريو، وحتى في أساليب أخرى ، قد تحمل نفس الإسم مع اختلاف بسيط أو شديد في المحتوى أو بالعكس تحمل اختلافا تاما في التسمية ولكن بتقارب بسيط أو شديد في المحتوى. وذلك راجع إلى التغييرات التي أدخلها الأساتذة الأولون في الكاطات الأصلية إما لتمييزهم عن باقي الأساليب من نفس المدرسة ، أو لجعلها تستجيب لمعايير أسلوبهم أو لأنهم حفظوها هكذا من أساتذتهم في حالة من التشويه أو البتر ، ويصعب كثيرا إثباث ذلك تاريخيا لأن الأساتذة القدامى كانوا لا يكتبون شيئا . و على كل حال ، فكل حزب بما لديهم فرحون . فمن المستحيل في الوقت الراهن أن تكون الحجة على من يدعي و اليمين على من أنكر .

ثانيا : ماهي الكاطات التي من الضروري تعّلمها ؟

حسب ڭيشين فوناكوشي ، ليس من الضروري تعلّم عدة كاطات بدون تمييز. إن دراسة الكاطاتات ، حسب قوله ، ليس هدفا في حدّ ذاته ، بل من أجل بناء الشخصية وصقلها و من أجل الإنضباط الذاتي .

هناك 15 كاطا حسب فوناكوشي لا بد للممارس أن أن يشتغل عليها ، زيادة على كاطات المبتدئين (الطاكيوكو الثلاثةles katas taikyoku) وكاطا "طان نوكاطا" ten nokata التي تصلح في آن واحد للتسخين الفردي (طان نوكاطا أوموطيten no kata omote) و للكوميطي ( طان نوكاطا أورىten no kata ura ) .

الكاطات الخمسة عشر هي كما يلي :

أ - من مدرسة شورين ريو :

- الهيانات الخمسة
- باصاي
- كانكو
- أمبي
- ڭانكاكو

ب – من مدرسة شوراي ريو :

- طيكي الثلاثة
- جيون
- جيطّي
- هونڭيتسو

كما تلاحظون ، ذكر فوناكوشي الكاطات باصاي و كانكو، دون الحديث عن باصاي شو و كانكو شو اللتان هما من اختراع أستاذه إيطوزو. و الواقع أن فوناكوشي يقصدهما كذلك لأن النسخة القصيرة لكل من باصاي داي وكانكوداي هي محاولة لاستلهام الكاطا الأصلية لكل منهما بعد اندثارهما عبر الزمن . عكس ذلك ، يذكر فوناكوشي الكاطات طيكي الثلاتة لأنه في الأصل كانت كاطا واحدة ، لكن قسمها أستاذه إيطوزو إلى ثلاث كاطات نظرا لصعوبتها البالغة في نصختها الأصلية.

كما نلاحظ أن فوناكوشي لم يذكر الكاطا جين رغم أنها تندرج في نفس إطار الكاطا جيون و الكاطا جيطي.
على كل حال يصبح مجموع الكاطات التي يجب الإشتغال عليها هو 17 كاطا ، حيث تتيح ، حسب فوناكوشي ، الإشتغال على جميع النقاط الأساسية الواردة في الكاراتيه . وهي الكاطات التي اقتصر على شرحها بالتفصيل في كتابه " كاراطي دو كيوهون".

هل المعلّم الكبير فوناكوشي كان على حسن نية وعلى دراية بما يصلح لنا من كاطات أم أقتصر، كما تقول بعض ألسنة السوء ، فقط على الكاطات التي كان يعرفها ؟ إنهم يستندون في ذلك على كون المعلم الكبير كان يرسل إبنه يوشيطاكا من طوكيو إلى أوكيناوا لكي يحفظ بعض الكاطات القديمة ليعلمها أبوه للطلبة ، و هي تلك الذي ذكرنا ضمن ال17 كاطا.

لو أرد فوناكوشي أن يبحث عن الكاطات الأخرى ، لأرسل إبنه لتجميعها و حفظها من أوكيناوى، ولكنه لم يفعل. فما علينا إذن سوى الإشتغال على الكاطات ال17 و هي تؤدي بنا حتما حتى الدرجة الثالثة من الحزام الأسود (مع بداية الدرجة الرابعة بطيكي ساندان)، ولا يخفى على أحد أن الدرجة الثالثة هي العتبة الأولى في الخبرة العالية و العتبة الأولى في التمكن الكبير من الكاراطي .

إذن ، لقد كان المعلم الكبير على حق في اختيار تلك الكاطات وتعلّمها قبل غيرها .

ونحن في عصرنا هذا نتوفر على باقي الكاطات (المخصصة للدرجة الرابعة و الرجة الخامسة من الحزام الأسود) ليكتمل عدد 26 كاطا في الشوطوكان .

ملحوظة : هذه المقالة هي عصارة لقرائتي لعدة مصادر و قد أمزجتها بآرائي و وجهات نظري الشخصية .

عبد القادر اجبيرة