الكاراطي والزاوية 45 درجة
يقول كاتب المقال ، المشار إلى رابطه أسفل هذا النص الذي يستند على الفكرة الأساسية لذلك المقال ، أن روح الكاراطي وروح جل الفنون الحربية هو استعمال و البحث عن 45 درجة في في كل التقنيات الدفاعية منها أو الهجومية . و يوضح ذلك بالإستناد إلى أقوال الأستاذ جيكورو كانو مُخْترِع الجيدو Maître Jigoro Kano, Fondateur du Judo
:
لنتصور أن قوة شخص ما تُقاس بالوحدات . مثلا قوة خصمك تعادل 10 وحدات بينما قوتك تعادل 7 وحدات. فإذا قام بدفعك بكل قوته ، ستتراجع إلى الوراء أو تسقط و لو أنك تستعمل كل قوتك ضده . هنا ، المقاومة تواجه المقاومة.
لكن ، عوض أن تقاوم ضده بوضع حد للمقاومة عن طريق تحريك جسمك إلى الجانب ، و هو يواصل الدفع ، مع احتفاظك بتوازنك ، ماذا يقع ؟ إنه بقوة دفعه سيندفع إلى الأمام و يفقد توازنه لغياب قوة دفع مضادة .
في هذه الحالة ، سيصبح خصمك ضعيفا ، ليس في قوته بل بسبب وضعيته الجديدة التي يفقد فيها على الأقل 7 وحدات من قوة الدفع و يتبقى لديه 3 وحدات فقط . أما أنت، فقد حافظتَ على وحداتك السبعة بفضل تموقعك الجديد الذي يحافظ على توازنك .
أنت في هذه اللحظة في مرحلة مؤقتة من التفوق و يمكنك هزم خصمك باستعمال النصف فقط من وحدات قوتك ، أي 3،5 وحدات ضد 3 وحدات المتبقية له بعض ضياع توازنه .
هذا الوضع يسمح لك بتخصيص نصف قوتك المتبقي ( أي 3،5 وحدات) لإستعماله لأي طارء جديد في المعركة.
لنتصور أن لديك وحدات قوة أكثر من الخصم ، يمكنك بطبيعة الحال دفعه و إسقاطه ، ولكن يكون من الأحسن تجنيب الجسم لأن في ذلك اقتصاد لقوتك وإرهاق للخصم .
ليس التجنيب ب 45 درجة هو الوحيد في الكاراطي عند الدفاع أو الهجوم ، بل كذلك التحرك ب 90 و ب 180 درجة وذلك هو ما نلاحظه بالذات في جميع الكاطات عندما ندور على محور القدم لمواجهة الخصم المفترض في الأمام أو الجانب أو الخلف . ذلك أن الكاطا يعلمنا كيف نستغل الدائرة أو الحلقة بأكملها و نكون نحن في مركزها.
لكن ، مع الأسف لا نستغل تحركات الكاطا خلال تمارين الكوميطي و نكتفي بمواجهة خصم يواجهنا في الأمام مع غياب تام للمواجهة من الجانب و من الخلف و من طرف أكثر من خصم ، و هذه فجوة كبيرة لعدم تطبيق الكاطا في البونكاي الذي يتجاهله البعض في التكوين المستمر للممارس و بالتالي يصعب الإخراج التلقائي لما تعلمناه من الكاطا في حالة الدفاع عن النفس بالشارع. صحيح أن الكاطا معمولة لكي تخرج تلقائيا من الجسم عند الضرورة خلال الدفاع عن النفس ، لكن على الأقل يجب ملامسة ذلك في النادي عن طريق البونكاي المتنوع .
في التباري مثلا ، يكون كل خصم في مركز دائرته ويحافظ على المسافة التي تفصله بدائرة الخصم . تلاقي الدائرتين هو نطاق ربح النقاط بالدخول في الدائرة المضادة وإصابة مركزها . كل دائرة تحاول الدوران حول الدائرة المضادة و لمس مركزها و الإنسحاب بسرعة خاطفة إلى أمان مركز الدائرة الذاتية.
إذن كل مهاجم أو مدافع يلعب على الزوايا ب45 و 90 و180 درجة في عملية الكرّ و الفرّ بين الدائرتين المتنافستين في شبه رقص إيقاعي المقصود منه هو تنويم الخصم في إيقاع متواصل ثم الإيقاع به في الفخ بقطع أو تغيير الإيقاع . ,هذا ما يذكرني ببيت للشاعر أمرء القيس :
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
وهو يشبه حصانه باندفاعه إلى الأمام و الوراء و الجانب ، بصخرة تتدحرج من فوق الجبل بقوة السيل (الفيضان) و تغيير الإتجاه عدة مرات .
ومنك نتعلم يا حصان .
المقال المتحدِّث بالإنجليزية عن 45 درجة و الكاراطي موجود في هذا الرابط :
http://www.karatebyjesse.com/understanding-the-angles-of-karate-45/